التاريخ : 2025-07-02
تجارب أرهقت الجيوب .. المحلي كلمة السر في الميركاتو
دعاء الموسى
في سوق الانتقالات الحالية بات يلمس المتابع بوضوح عودة تدريجية ومتسارعة للثقة باللاعب والمدرب المحلي، بعد سنوات من الاعتماد المكثف على الأسماء الجاهزة، خاصة من خارج البلاد.
وبعد تجارب عديدة غير موفقة بدأت الإدارات تدرك أن الاستمرار في استقدام محترفين أجانب بمبالغ مرتفعة قد يضر بالاستقرار المالي للنادي، فتكاليف التعاقد مع محترف جاهز تفوق في كثير من الأحيان أضعاف ما يُصرف على اللاعب المحلي، دون أن يقابل ذلك دائمًا بعائد فني حقيقي.
كما أثبتت التجربة أن اللاعب الأردني أصبح أكثر جاهزية وفائدة للأندية، خاصة بعد سلسلة من المحاولات غير الناجحة لبعض الأسماء الأجنبية في الدوري، وحتى حين توفق بعض الفرق في استقطاب محترف مميز، فإن استمراره غالبًا ما يُصبح صعبًا في ظل المنافسة الخارجية وارتفاع قيمة التجديد.
وقد عانت الأندية من تراكمات مالية سببها سوء اختيار المحترفين، لتجد نفسها لاحقًا تحت طائلة الشكاوى والعقوبات، سواء من لاعبين سابقين أو من الاتحاد الدولي “فيفا”، مما أرهق ميزانياتها وأثّر على عملها الإداري والفني.
فعدد من الأندية الأردنية اتخذت خطوة جريئة بالاستغناء عن مبدأ “الإنجاز الفوري” لمدة موسم أو أكثر، مقابل التأسيس لفرق متماسكة تُبنى على أبناء النادي والفئات العمرية، هذه الرؤية وإن بدت متواضعة على المدى القصير، إلا أنها تحمل وعدًا بمستقبل أكثر استقرارًا فنيًا وماليًا.
تجارب المرحلة الماضية وضعت الإدارات أمام خيار حتمي: إما المغامرة على المدى القصير ومحاولة اللحاق بلحظة إنجاز، أو التأسيس لهوية فنية واقتصادية قائمة على أبناء النادي والطاقات المحلية… ويبدو أن الخيار الثاني بدأ يكسب أرضا أكبر يومًا بعد يوم.
عدد المشاهدات : [ 730 ]